عنوان القصة: سقوط الديكتاتور
في قلب المحيط الهادئ، نشأت دولة فتية تُدعى يوسوتلاين، تأسست في منتصف القرن العشرين بعد صراعات طويلة ضد الاحتلال الأجنبي. تقع هذه الدولة في موقع جغرافي مشابه لموقع السويد، وتتمتع بمناخ شمالي بارد يشبه مناخ أوكرانيا في الشمال. ومع حلول عام 1965، تسلّم الحكم فيها رجل يُدعى جورج مندين ستيفان، الذي وعد شعبه بالازدهار والاستقلال، لكنه سرعان ما تحوّل إلى ديكتاتور لا يرحم.
الطريق إلى الاستبداد
لم يكن ستيفان مجرد سياسي طموح، بل كان رجلاً ذا رؤية حديدية، يرى نفسه المُنقذ الوحيد لوطنه. في السنوات الأولى من حكمه، قام بتحديث البنية التحتية، وأطلق مشاريع اقتصادية ضخمة، لكنه في الوقت نفسه أخمد أي صوت معارض. أسس جهازًا استخباراتيًا قويًا، معروفًا باسم حرس الأمة، والذي استخدمه لقمع أي تمرد محتمل.
كان الشعب يعاني من اضطهاد لا يوصف بسبب سرقة التراث من الغرب، والحروب السياسية، والعلاقات السيئة مع الدول الكبرى، إضافة إلى الديكتاتورية المفرطة التي زادت من معاناة الناس.
كان لدى ستيفان عداوة رهيبة ضد الأمريكيين، حيث كان يعتبرهم أعداء الثورة والتقدم. خلال الحرب الباردة، تحالف بقوة مع الاتحاد السوفيتي وقدم دعمًا مفتوحًا للشيوعية، مما جعله هدفًا رئيسيًا في سياسات الولايات المتحدة السرية. رفض أي نفوذ غربي في بلاده، وفرض قيودًا صارمة على الشركات الأجنبية، مما زاد من توتر العلاقات الدولية.
أسباب طغيان ستيفان
لم يكن ستيفان عدوانيًا منذ البداية، بل إن سلسلة من الأحداث المأساوية دفعته إلى تبني القمع الوحشي:
1968 - مقتل شقيقه في حرب تشينغولد على يد القوات الأمريكية، مما جعله يكرس حياته للانتقام منهم.
1972 - تفجير المبنى السياسي للأزمات السياسية على يد إرهابي أمريكي، مما زاد من كراهيته للولايات المتحدة.
1975 - وفاة الجنرال أوتان ليوت، أحد أقوى مستشاريه العسكريين، بسبب ثورة اليوغوان، ما جعله يشدد قبضته على الحكم.
مع مرور العقود، ازداد حكمه قسوة، وامتلأت سجون يوسوتلاين بالمُعارضين، فيما أصبح قصره الملكي في العاصمة نوفا ريغا رمزًا للطغيان. ومع حلول التسعينيات، كانت البلاد تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، والفساد استشرى في كل مكان، مما دفع الشعب إلى التمرد.
بداية ثورة الاستقلال
بدأت الثورة عن طريق الصحفي المعارض تشيك أومتاو، الذي استخدم الصحف لنشر مقالات محفزة دفعت الشعب للتمرد. سرعان ما انتشرت شرارة الثورة بين العمال في العاصمة غلونداي، وتوسعت تدريجيًا عبر العروض التلفزيونية والإذاعية التي انتقدت النظام القمعي. بدأت الحشود تتجمع، وتحولت الاحتجاجات البسيطة إلى انتفاضة شاملة.
من بين أبرز قادة الثورة:
بروت ماتونت – كان تاجر قطن عاديًا لكنه تعرض للظلم، حيث كانت الحكومة تسرق المحاصيل والمال منه، وكان يعاني من سوء جودة الصحة والتعليم والنظافة والاقتصاد.
فيكتور مندي – أحد المحافظين في الدولة، كان يرى ما يحدث لبلاده وقرر النهوض بها.
اغتيال الديكتاتور
اختار ميسون ماكغافولد، العميل البريطاني السابق في قوات SAS، إحدى المباني الشعبية، حيث تنكر بهيئة عامل بناء تحت اسم شيوت منتا. صعد للطابق العلوي واستعد للإطلاق. في تمام الساعة الخامسة فجرًا يوم السادس عشر من أغسطس، كان جورج ستيفان جالسًا مع زوجته ماري كوان على شرفة القصر الملكي، يحتسيان الشاي، ومعهما الحارس الشخصي. كانت العاصمة في حالة غليان، والثورة بلغت ذروتها.
فجأة، انطلقت رصاصة قاتلة من مسافة 800 متر، أصابت رأس ستيفان مباشرة. وقعت عيناه على مصدر الطلقة، وسقط الفنجان من يده، ونظرت زوجته إليه بتعجب، بينما اتسعت عينا الحارس الشخصي في ذهول. قبل أن يتمكن أحد من التصرف، فزعت ماري كوان وقفزت من مكانها، لتسقط الطاولة من الشرفة. راقب القناص المشهد بابتسامة خفيفة، قبل أن ينسحب بسرعة، غير مدرك لصعوبة الهروب التي ستواجهه.
احتفال الشعب وإسقاط الرموز
خرج الشعب من منازلهم بأسلحة بدائية، دمروا المباني الحكومية، وأسقطوا التماثيل، وقاموا بحرق جثة ستيفان في الشوارع. تم إعلان السادس عشر من أغسطس يومًا وطنيًا، يُحتفل به كل عام كنقطة فاصلة في تاريخ البلاد.
تم لاحقًا بناء تماثيل لقادة الثورة الثلاثة: الصحفي تشيك أومتاو، التاجر بروت ماتونت، والمحافظ فيكتور مندي، تخليدًا لذكراهم.
ما بعد السقوط
بعد تنفيذ العملية، فر ماكغافولد إلى الولايات المتحدة، حيث عاش متخفيًا لعدة سنوات. لكن في عام 2002، وبعد مرور سبع سنوات على اغتياله لستيفان، تم العثور عليه مقتولًا في ظروف غامضة، وكان يبلغ من العمر 44 عامًا وقت وفاته. لم يتم الكشف عن القاتل، لكن كثيرين يعتقدون أن أجهزة استخباراتية كانت وراء تصفيته.
انتقال السلطة
بعد اغتيال جورج مندين ستيفان، تولى ابنه كين ستيفان الحكم، لكنه غير اسمه لاحقًا إلى ماكليود شرشيل، في محاولة للابتعاد عن إرث والده الاستبدادي. حكم البلاد من عام 1997 حتى وفاته في عام 2020 عن عمر 72 عامًا بسبب المرض.
أفراد عائلة ستيفان وشرشيل
وايات ستيفان:
الابن الأكبر لجورج ستيفان.
كان اليد اليمنى لوالده في الحكم.
تم اغتياله في ثورة الاستقلال مع والده، حيث تعرض للتسمم من قبل أحد الطهاة.
توفي عن عمر 37 عامًا.
جريجوري ستيفان (شقيق ماكليود الأصغر بفارق 10 أعوام):
شارك في الانقلاب مع شقيقه ماكليود.
غير اسمه إلى ماككاين شرشيل.
توفي عام 2016 بسبب حادث سيارة.
لحظة رمزية بعد الثورة
بعد الثورة بأسبوع، وقفت المعلمة في الفصل الدراسي، نظرت إلى السبورة حيث كان مكتوبًا اسم الرئيس السابق، ثم مسحته تمامًا، ومسحت ما كتب عن إنجازاته. ثم نظرت إلى طلابها وكتبت: "نحن صرنا أحرارًا.. لا شيء يوقفنا".
0 comments